روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

عن مواجهة الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي مع روسيا

رسالة مفتوحة من قسم العلاقات الأممية للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني بشأن القرار المقترح من قبل الحزب الشيوعي الإسباني

تحتدم في اﻷيام اﻷخيرة المواجهة القائمة بين الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي مع روسيا. حيث تترافق تحركات القوات العسكرية الكبيرة في جميع أنحاء المنطقة الممتدة من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، مع قيام مفاوضات بين هذه القوى.

يتابع الحزب الشيوعي اليوناني و أحزاب شيوعية و عمالية أخرى، التطورات. و كان حزبنا قد تموضع تجاهها عبر بيان أصدره مكتبه اﻹعلامي و نشر في صحيفة ريزوسباستيس يوم 22\1\2022.

حيث ليس من السهل أن يكون هناك موقف مشترك بشأن مسائل كهذه ضمن الظروف المهيمنة في الحركة الشيوعية الأممية. و من أجل تحقيق أمر كهذا، من الضروري و في المقام اﻷول، هو توضيح المقاربات المختلفة الموجودة، حيث تُساعد ضمن هذا الاتجاه، الرسالة المفتوحة التي صاغها قسم العلاقات الأممية للجنة المركزية للحزب لشيوعي اليوناني بشأن القرار المُقترح من جانب الحزب الشيوعي الإسباني و المتعلِّق بالتطورات المذكورة أعلاه.

رسالة مفتوحة من قسم العلاقات الأممية للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني بشأن القرار المقترح من قبل الحزب الشيوعي الإسباني

أيها الرفاق،

تلقينا يوم 24\1\2022 اقتراح الحزب الشيوعي الإسباني بخصوص قرار يقترحه للتوقيع عليه.

على الرغم من أن هذا النص يبدو كمروِّج لـ "خط سلمي"، فهو في الواقع نص تبرئة للإمبريالية، وتشويه للواقع، و بث للأوهام و النفاق بين الشعوب. و ذلك نظراً :

1\ أن هذا النص يُعزي كل التطورات الخطيرة الأخيرة المرتبطة بعلاقات الولايات المتحدة - الناتو - الاتحاد الأوروبي مع روسيا، إلى الخطابالعدواني للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي و لـ "صقور البنتاغون"، كما يزعم. متجاهلاً بهذا النحو و بوقاحة الأسباب الفعلية للمزاحمات والحروب الإمبريالية، و هي المتواجدة في الصدام العنيف للاحتكارات و الطبقات البرجوازية وتحالفاتها، من أجل المواد الأولية وطرق النقل وحصص الأسواق.

2\ وبهذا النحو فإن نص الحزب الشيوعي الإسباني يبث أوهاماً قائلة بإمكانية تقسيم الإمبرياليين إلى "صقور" و "حمائم" و إلى "أمراء حرب" و "دعاة سلام" و بإمكانية وجود ما يسمى إمبريالية "سلمية" في نهاية المطاف. و على الرغم من ذلك، فإن الإمبريالية ليست سياسة خارجية عدوانية فحسب، بل هي الرأسمالية الاحتكارية نفسها، بكل تلك الخصائص التي وصَّفها لينين ولا تزال سارية المفعول بجملتها حتى اليوم.

3\ يُركِّز نص الحزب الشيوعي الإسباني على مسؤوليات الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كما يُسجِّل "تهدد" برد قاسٍ "و تقوم بعسكرة أوروبا الشرقية ". ومع ذلك و في الوقت نفسه، يتجنب النص القيام بأي إشارة إلى الاتحاد الأوروبي نفسه، كما لو أن هذا الاتحاد لم يكن موجوداً. ومع ذلك، قبل 30 عاماً، تحولت المجموعة الاقتصادية الأوروبية إلى الاتحاد الأوروبي عبر اتفاقية ماستريخت، و ذلك بدعم لم يقتصر تقديمه في العديد من البلدان - كما هو الحال في اليونان- على القوى السياسية المحافِظة والاشتراكية الديمقراطية، بل و مُنِحَ من جانب قوى الانتهازية. إن الاتحاد الأوروبي يشارك كقطب رأسمالي مستقل في المزاحمات الإمبريالية، و يروج لمصالح الاحتكارات الأوروبية، وينظم تدخلات عسكرية و بوليسية في البلدان الأخرى. و على الرغم من الخلافات الجدية المتمظهرة بعض اﻷحيان بينه وبين الولايات المتحدة، و من أجل تعزيز مصالح الاحتكارات الأوروبية، يحافظ الاتحاد الأوروبي على تعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، أي مع الحلف الذي تشارك به في كل الأحوال معظم أعضاء اﻹتحاد. إن تقييم نص الحزب الشيوعي الإسباني خاطئ للغاية، و هو القائل أن الناتو هو مجرد "أداة للولايات المتحدة للحفاظ على هيمنتها في أوروبا".

4\ يتستَّر نص الحزب الشيوعي الإسباني على مسؤوليات حكومات بلدان الاتحاد الأوروبي، و تغيب أية إشارة إليها. ومع ذلك، فإن حكومة حزب الجمهورية الجديدة المحافظ في اليونان، تروج للاتفاقية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة من أجل تعزيز مصالح الطبقة البرجوازية، و هي التي حولت اليونان إلى قاعدة عسكرية ضخمة و إلى محطة انقضاضية ضد الشعوب الأخرى. كما و يتستر النص على مسؤولية حكومة ائتلاف الاشتراكيين الديمقراطيين مع "اليسار" في إسبانيا، وهي التي تشارك باستمرار في التدخلات الإمبريالية، على حد السواء ضد كوبا و ضمن مخططات حلف شمال الأطلسي، كمثال مشاركتها الأخيرة المتمثل في إرسال سفينة حربية إلى أسطول الناتو المتوجه نحو البحر الأسود، في حين تُعدُّ بالتوازي من أجل إرسال بعثة عسكرية متضمنة لوسائط حربية أخرى.إنه لمن النفاق أن يدعونا الحزب الشيوعي الإسباني إلى التوقيع على نص يُزعم أنه "لصالح السلام" و أن يُشارك في نفس الوقت في حكومة بلد عضو في الناتو تقوم بالترويج لخطط حرب إمبريالية. هذا و لا ننسى أن قوى أخرى منضوية في ما يُسمى بالشيوعية الأوروبية نشطت على غرار ذلك، وشاركت في حكومات بلدان الناتو في إيطاليا وفرنسا وقت قيام الحلف بقصف شعب يوغوسلافيا.

5\ يتجاهل نص الحزب الشيوعي الإسباني تماماً، أن روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفييتي، بل هي قوة رأسمالية عاتية "ورثت" ترسانة نووية قوية، وهي تقوم بتحديثها و تخوض مزاحمة شرسة مع القوى الإمبريالية الأخرى، من أجل الترويج لمصالح الشركات الاحتكارية الروسية، لا لمصالح الشعب الروسي. إن روسيا الرأسمالية تشارك و بنشاط في المزاحمات الدولية من أجل أرباح القلة واستغلال الكُثُر، حيث للموقف اللينيني القائل أن "الحرب استمرار للسياسة بوسائل عنيفة أخرى"أهميته الكبيرة.

6\ يعرض نص الحزب الشيوعي الإسباني المطلب "الغامض" وغير الواقعي عملياً للصراع من أجل "تفكيك الناتو". ولكن حقاً كيف سيتحقق هذا "التفكيك" إذا لم يتعزز الصراع في كل بلد من أجل خروج هذا البلد من الناتو و من أي تحالف إمبريالي كالاتحاد الأوروبي؟ كيف سيتم تأمين مثل هذا الخروج لكي لا يُدمج في التخطيط البرجوازي، كما كان الحال في الماضي وقت الانسحاب المؤقت لليونان وفرنسا من الجناح العسكري لحلف الناتو؟ من الواضح أن المطالبة بـ "تفكيك الناتو"، دون قيام صراع في كل بلد من أجل فك الارتباط عن الخطط الإمبريالية، وفك الارتباط عن الناتو و عن أي تحالف إمبريالي آخر، هو "ذر للرماد في أعين الشعوب". و علاوة على ذلك، وحده الصراع من أجل السلطة العمالية الشعبية هو القادر على ضمان أن الخروج من التحالفات الإمبريالية، كالناتو والاتحاد الأوروبي، هو المقتدر على تأمين مصالح العمال والشعب.

7\ يدعو نص الحزب الشيوعي الإسباني إلى قيام "نظام جديد للأمن البشري من شأنه أن يوفر رداً حقيقياً على المشاكل الفعلية التي تسبب انعدام اليقين: الفقر والجوع وعدم المساواة والبطالة ونقص الخدمات العامة الأساسية، و اﻷمراض وتغير المناخ أو الترسانة الضخمة لأسلحة الدمار الشامل". يستحيل وجود مثل هذا النظام، طالما مسيطرة هي قوانين السوق و نمط الإنتاج الرأسمالي. إن الترويج لمثل هذه الآراء الطوباوية هو بث لأوهام قائلة بإمكانية وجود رأسمالية أكثر "إنسانية". يدعم الحزب الشيوعي اليوناني راهنية و موضوعية وضرورة إسقاط النظام الرأسمالي الاستغلالي الهمجي. إن الحل البديل الوحيد للشعوب هو الاشتراكية!

يتضح مما سبق سبب عدم استطاعة الحزب الشيوعي اليوناني التوقيع على القرار المحدد المطروح من قبل الحزب الشيوعي الإسباني، الذي يزرع آراء برجوازية حول "السلام" وكذلك رؤىً انتهازية خاطئة.

سيواصل حزبنا صراعه، بالتنسيق مع أحزاب شيوعية و عمالية أخرى في بلدانها وعلى الصعيد الأممي:

  • ضد قواعد الموت العسكرية، التي زرعتها في بلادنا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، و ضد التدريبات الأوروأطلسية، مثل Defender Europe و Atlantik Resolve وغيرها، التي تقوم بتطويق روسيا،

  • سيواصل الكفاح ضد المهمات والخطط الإمبريالية لكل من الناتو والاتحاد الأوروبي والحكومات البرجوازية،

  • سيواصل النضال ضد ما يسمى بـ "اتفاقات دفاعية" مبرمة مع الولايات المتحدة وفرنسا، وكذلك ضد "التحالفات" الأخرى للطبقة البرجوازية كتحالفها المبرم مع دولة إسرائيل التي تقتل الشعب الفلسطيني،

  • سيستمر في التصويت في البرلمان ضد برامج التسلُّح التي لا تخص حاجات "الدفاع الوطني" كما تدَّعي الأحزاب البرجوازية زوراً، بل ترتبط بالخطط والتدخلات والحروب الإمبريالية،

  • سيعزز الصراع من أجل عودة كافة تشكيلات القوات المسلحة اليونانية الموجودة في الخارج في مهمات إمبريالية، إلى بلادنا،

  • سوف يكافح من أجل تشكيل شروط قيام تحالف اجتماعي للطبقة العاملة والفئات الشعبية الأخرى، قادر على الصدام بالاحتكارات والمخططات الإمبريالية. من أجل إخراج اليونان من التحالفات الإمبريالية، عِبر الضمان القوي الذي تستطيع السلطة العمالية منحه.

  • سوف يعزز تضامنه الأممي و الأممية البروليتارية. مُسهماً بنحو أكثر حسماً في تنسيق نشاط و صراع شعوب منطقتنا، و كل أوروبا، و أيضاً على المستوى الأممي في جميع القارات، ضد التدخلات والحروب الإمبريالية، ضد الحصار المدمر المضروب على كوبا، ضد الأزمات الاقتصادية الرأسمالية، و ضد الفقر والبطالة، و من أجل سلام و رخاء شعوب العالم، من أجل التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي ذي المنفعة المتبادلة لشعوب بلداننا، من أجل المجتمع الجديد، الاشتراكية - الشيوعية.