روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

مقال لقسم العلاقات الأممية للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني

حول الحرب الإمبريالية في أوكرانيا و موقف الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي

«إن الصراع من أجل الأسواق ونهب البلدان الأخرى، والسعي إلى وضع حد للحركة الثورية للبروليتاريا والديمقراطية في داخل البلدان، والسعي إلى خداع البروليتاريين في جميع البلدان، و شق صفوفهم و تحطيمهم، باستعداء العبيد اﻷجراء من أمة على العبيد الأجراء من لأمة أخرى في صالح البرجوازية – ذلك هو المضمون الحقيقي و المعنى الحقيقي الوحيد للحرب1».

إن كل ما سبق، و الذي كان قد سجَّله قائد ثورة أكتوبر منذ ما يزيد عن مئة عام، ينطبق بالمُطلق على الحرب الجارية في أوكرانيا. حيث أبرزت العديد من المقالات حتى الآن جوانب الصراع على الأسواق والمواد الأولية وطرق شحن البضائع.

هذا و كان الحزب الشيوعي اليوناني قد عبَّر عن مواقف واضحة في إطار الحركة الشيوعية اﻷممية. و لسوء الحظ، تعبر بعض اﻷحزاب الشيوعية، مثل الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي، عن مواقف تجدنا في معارضة تامة.


1ف.إ. لينين: مهمات اﻹشتراكية الديمقراطية الثورية في الحرب اﻷوروبية. المختارات، دار التقدم، المجلد الخامس، صفحة: 268-269.

بعض العناصر المتعلقة بالحزب الشيوعي للإتحاد الروسي

إن الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي الذي تم تشكيله عام 1993، هو قوة هامة في الحياة السياسية لروسيا الرأسمالية. حيث حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2021 على نسبة 18.9٪ من الأصوات وأصبح القوة السياسية الثانية، مستحصلاً على 57 مقعد(من أصل 450). في هذه السنوات الثلاثين منذ تفكيك الاتحاد السوفييتي، تولى الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي أيضاً مناصب حكومية، في الفترة 1998-1999، في عهد رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف، الذي أدار الأزمة الرأسمالية، التي اندلعت في ذلك الوقت في البلاد. هذا و يتحرك برنامج الحزب ذاته على "خط" التحول التدريجي للرأسمالية إلى اشتراكية، عبر مراحل عديدة، مع تفضيل حلول حكومية مختلفة "يسار الوسط". و على الرغم من قوته البرلمانية الكبيرة، لا يمتلك الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي أي إسهام جوهري في إعادة تنظيم الحركة النقابية العمالية الروسية، التي تسيطر الدولة وأرباب العمل على قواها الأساسية.

و كان الموقف الذي اتخذه هذا الحزب قبل بدء الغزو الروسي، هو خط مواكبة لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم و مع الرئيس بوتين. و عِبر اقتراحه الخاص، أقرَّ مجلس الدوما الاعتراف بـ "استقلال" ما يسمى "الجمهوريات الشعبية" في دونباس (دونيتسك ولوغانسك)، والتي كانت "شرارة" اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا. كما و "يجتر" الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي جميع الحجج الرسمية للحكومة الروسية حول الحاجة إلى سحق الفاشية في أوكرانيا من قبل الجيش الروسي، الذي ينفذ "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، وهي المصطلحات المفروضة على روسيا حتى لا تُسمع كلمة حتى أن الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي يرى أن هذه السياسة الخارجية "المناهضة للفاشية" يجب أن تترافق مع "منعطف يساري" داخل البلاد، مطالباً مراراً و تكراراً بقيام تعديل حكومي و بمشاركته في الحكومة.

1. "حرب الحضارات": "المليار الذهبي" ضد "العالم الروسي"

و على الرغم من ذلك، فإن أسوأ الخدمات التي يقدمها الحزب الشيوعي للإتحاد الروسيهو صمته الكامل عن الأسباب الحقيقية للحروب الإمبريالية التي تُخاض مثلها مثل تلك التي اندلعت في أوكرانيا من أجل مصالح الاحتكارات والطبقات البرجوازية لا لمصالح الشعوب. إنها حروب تجري من أجل المواد الأولية والثروة الباطنية وطرق الشحن والركائز الجيوسياسية وحصص الأسواق. و من غير الممكن ألا يكون الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي على علمٍ بأهمية الموارد المنتجة للثروة في أوكرانيا، بالنسبة للرأسمال الروسي كما و لنظيره الغربي، كمثال الثروة الباطنية، و التيتانيوم الأوكراني، الذي لا يمكن الاستغناء عنه في صناعة الطيران على سبيل الذكر فقط، أو موانئ ماريوبول و أوديسا، أو الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة في أوكرانيا، أو القاعدة الصناعية لأوكرانيا -التي انكمشت مقارنة بأعوام الاشتراكية- ولكنها مهمة بذات القدر، كما و الشبكة الضخمة من خطوط أنابيب الطاقة التي تعبر هذا البلد. بالإضافة إلى ذلك، من غير الممكن ألا يرى الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي المزاحمة الشرسة التي تتكشف بين الدول البرجوازية في مناطق كثيرة من العالم، حول منابع الطاقة و طرق نقلها وخطوط أنابيبها، و حصص الاحتكارات في سوق الطاقة الأوروبي، و الحصص في سوق السلاح، و غيرها. هي مزاحمة إمبريالية تتدخل فيها احتكارات ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين و "لاعبون" إقليميون آخرون، كتركيا و إسرائيل ودول الخليج و غيرها.

و بتموضعه هذا يقف الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي إلى جانب الاحتكارات الروسية والصينية في مزاحمتها مع نظائرها الغربية و غيرها، والتي جعلت جميعها معاً شعب أوكرانيا "كيس ملاكمة" لها. و لسنوات عديدة، كان هذا الحزب "يغازل" توجهات و قوى قومية، يتم تقديمها على أنها "وطنية". هذا و كان رئيس الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي في كتابه "العولمة ومصير الإنسانية" (2002) قد قَبِلَ نظرة الأمريكي صموئيل فيليبس هنتنغتون، عن "صدام الحضارات"، والتي بموجبها لم تعد الصدامات تدور بين دول، بل بين قوى ذات تقاليد ثقافية مختلفة. و على هذا النحو فهو يميز التحركات نحو تطويق روسيا من قبل الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها "حرباً شاملة" ضد روسيا، والتي تشنها ما يُسمى دول "المليار الذهبي"أي أولى 30 دولة عضو في منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية، بما فيها اليونان، و التي يبلغ مجموع سكانها ما يقرب المليار نسمة. و وفقاً لهذه الرؤية فإننا بصدد "تخفيف"التناقضات الطبقية الاجتماعية داخل مجتمع "المليار الذهبي"، والآن يتم التعبير عن التناقض الأساسي في المشهد الدولي "على أساس محور "الشمال الغني - الجنوب الفقير"، الذي لا يقل جذرية عما قبل في فصل البروليتاريا عن مستغلها داخل بلد محدد1".هذا و لا تعترف وثيقة برنامج الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي بالطابع الإمبريالي لروسيا الحالية، بينما يعتبر أن "الاتحاد الروسي يصبح موضوع عملية إعادة توزيع أخرى للعالم، وملحقاً للمواد اﻷولية من أجل الدول الإمبريالية"، و يسجِّل علاوة على ذلك: "في النصف الثاني من القرن العشرين، وبفضل الاستغلال الجائر لاحتياطيات الكوكب من خلال المضاربات المالية والحروب واستخدام أساليب الاستعمار الجديدة المشذبة، ولجت مجموعة البلدان الرأسمالية المتقدمة لما يسمى" المليار الذهبي"مرحلة "المجتمع الاستهلاكي". الذي يتحول استهلاك فيه إلى وظيفة طبيعية للكائن البشري و إلى "التزام مقدس" جديد للفرد، الذي يتحدد وضعه الاجتماعي إجمالاً من خلال التنفيذ المتحمس لهذه الوظيفة2" ... ". وفقاً لهذا المقاربة غير الطبقية والمضللة فإن ما يواجه "المليار الذهبي" هو ما يسمى بـ "العالم الروسي" الذي يُشكِّل أحد الاتجاهات الرئيسية للسياسة الخارجية الحالية للدولة البرجوازية الروسية. حيث يختفي خلف هذا المفهوم استغلال روسيا لملايين الروس والناطقين بالروسية ضمن خيارات الرأسمالية الروسية. "إننا جميعاً ملزمون بالدفاع عن العالم الروسي (...) كان العالم الروسي يتجمع منذ ألف عام. و لم يتم جمعه من قبل الروس فقط، ولكن أيضاً من قبل الأوكرانيين والبيلاروسيين. لدينا إيمان مشترك، انتصارات مشتركة، لغة واحدة، و ثقافة واحدة"سجَّل رئيس الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي في خطابه في البرلمان الروسي خلال النقاش حول الاعتراف بما يسمى"الجمهوريات الشعبية3". و على هذا الأساس، يمنح الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي الدعم الكامل للسياسة الخارجية للطبقة الحاكمة الروسية، و لتشكيل اتحادات رأسمالية دولية، تصوغها هذه الطبقة على أراضي الاتحاد السوفييتي السابق، كالاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي. و من الموصوف هو دعم الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي في كانون الثاني\يناير الماضي للمهمة العسكرية لقوى منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان من أجل قمع الانتفاضة العمالية - الشعبية.

و في الخلاصة، بينما يعلن الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي أن الاشتراكية هي هدفه، فإن برنامجه، الذي ينوي تنفيذه من خلال عمليات انتخابية برلمانية، يشكل في ذات الوقت برنامجاً إصلاحياً لإدارة النظام الرأسمالي وهو الذي يتماشى تماماً مع أهداف الطبقة البرجوازية الروسية، و مع خطط الدولة البرجوازية و هي واقعة تنعكس أيضاً في قضايا السياسة الخارجية.



1غينادي زيوغانوف: “العولمة: مأزق أم مخرج؟" (2001)

2برنامج الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي https://kprf.ru/party/program

3غينادي زيوغانوف: يعتبر الاعتراف بجمهوريات دونباس الشعبية مسألة مبدأ بالنسبة لنا.

https://kprf.ru/party-live/cknews/208757.html

 

2. السكوت عن مسؤوليات الحكومة الروسية تجاه الوضع

عبر إبراز الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي فقط المسؤوليات الكبيرة التي لا جدال فيها للقوى الإمبريالية الأخرى - الولايات المتحدة ، الناتو ، الاتحاد الأوروبي، أي "الفاشية الليبرالية"كما يسميها، لا يتلفظ بأية كلمة عن مسؤوليات الطبقة البرجوازية الروسية. و على الرغم من ذلك، فقد تواجد الملايين من الروس والناطقين بالروسية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، خارج حدود الاتحاد الروسي، بما في ذلك في منطقتي القرم ودونباس. هل أثارت يا ترى القوى الروسية المناهضة للثورة، عندما فككت الاتحاد السوفييتي مسألة حقوق هؤلاء البشر، في ما يخص أي بلد تنتمي إليها المناطق التي كانوا يعيشون فيها حينها؟ بالتأكيد لا! لقد واجهت الطبقة البرجوازية الروسية المشكَّلة حديثاً هؤلاء السكان على أنهم "بيادق" في خططها الجيوسياسية على أراضي الاتحاد السوفييتي السابق.

و في الوقت نفسه، كانت الطبقة البرجوازية الأوكرانية "تسقي" شعب أوكرانيا بنحو منهجي على مدى 30 عاماً "سمَّ" العداء للشيوعية و دعاية غوبلز حول "الإبادة الجماعية" للشعب الأوكراني على يد البلاشفة أو الشيوعيين أو الروس. و في عام 1998، وقع الرئيس آنذاك ليونيد كوتشما أول أمر رئاسي ذي صلة أخذت هذه الدعاية وفقه بعدها داخل الدولة و توسعت في كامل النظام التربوي.و في عام 2006 في عهد الرئيس فيكتور يوشينكو، بدأت عملية "الاعتراف الدولي" بما يسمى "الإبادة الجماعية" ، بينما فُرض حظر جنائي داخل البلاد على أي رأي مخالف لذلك. و في عام 2010حافظ الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي سُجِّل أنه موالٍ لروسيا، على ما سبق من الدعاية، قائلاً إنها لم تكن إبادة جماعية للشعب الأوكراني، لكنها كانت "جريمة للنظام الشمولي الستاليني". حيث ترعرع جيل كامل من الأوكرانيين على هذه الأسطورة و "أسست" المنظمات الفاشية فوقها لإعادة بناء نفسها أيديولوجياً وسياسياً.

ما الذي فعلته القيادة الروسية الحالية طوال هذه السنوات لمنع كل هذا التطور غير المقبول؟ أنشطة تجارية، كما قال بوتين نفسه، متفاخراً: "خلال 2011تجاوز حجم التجارة البينية 50 مليار دولار1". في الوقت الذي كانت فيه دعاية غوبلز تتنامى في أوكرانيا، كانت روسيا تقدم لأوكرانيا، كما قال بوتين "دعماً مادياً" وفقط في الفترة من 1991 إلى 2013 (أي الفترة التي ترسخت فيها الأفكار الفاشية هناك) استفادت الميزانية الأوكرانية بقدر يبلغ 250 مليار دولار بفضل قروض روسيا الميسرة والأسعار الخاصة للطاقة الروسية. حتى أن التزامات ديون أوكرانيا من عهد الاتحاد السوفييتي كانت مغطاة بالكامل من قبل روسيا.

أهل هي أحادية الجانب مسؤوليات إحياء الدعاية الفاشية و النازية في أوكرانيا؟ أليس للطبقة البرجوازية الروسية مسؤولية تجاهها أيضاً؟ ألا يعلم الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي أي شيء عن هذه اﻷمور؟

 

1فلاديمير بوتين. خطاب رئيس اﻹتحاد الروسي

http://kremlin.ru/events/president/news/67828

3. عن الصراع ضد الفاشية

تقوم الدولة الروسية كل عام بإيداع مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين "إضفاء الطابع البطولي" على النازية ويدعو إلى اتخاذ إجراءات للحد من الظاهرة النازية، خاصة في منطقة بحر البلطيق وأوكرانيا. هذا و تصوت الولايات المتحدة بشكل دائم ضد هذا المشروع وتمتنع دول الاتحاد الأوروبي عن التصويت. و في الوقت نفسه، ترفرف الراية الحمراء داخل البلاد مرة واحدة في السنة، في يوم نصر الشعوب على الفاشية، في 9 أيار\مايو. و على هذا الأساس، تحاول الطبقة البرجوازية الحاكمة في روسيا المتاجرة بالنصر على الفاشية وبمشاعر الشعب الروسي المناهضة للفاشية.

و في الوقت ذاته "يُسقى"الأطفال في روسيا في المدرسة سمَّ العداء للشيوعية، كذاك السم الذي يبثه على سبيل المثال، ألكسندر سولجينتسين المعروف بمناهضته للسوفييت، والذي برر المتعاونين الروس مع النازيين، و هو من المعجبين بفرانكو و من مؤيدي بينوشيه. هذا و مليئة بالعداء للشيوعية هي وسائل الإعلام العامة والخاصة، حتى و يجري تقديم النصر على ألمانيا الفاشية على أنه إنجاز يُزعم أنه تم من دون نشاط الحزب البلشفي، وفي بعض الأحيان أنه تم رغم أنف نشاط الحزب. و يصرِّح بوتين بذاته علناً أنه يدرس أعمال إيفان إيلين المنظر الروسي للفاشية و يوصي الشباب بها. و كان بوتين قد زار قبر إيلين و وضع إكليلاً من الزهور عليه.

يثبت و لمرة أخرى أن عند فصل الصراع ضد الفاشية عن "الرحم" الذي يلدها، و فصله عن الصراع ضد الرأسمالية، فإن هذا موقف منافقٌ تماماً و أنه يجري من أجل الترويج لأهداف أخرى، كما هو الحال الآن في أوكرانيا، والتي من المفترض أن هدف الجيش الروسي في غزوه هو "اجتثاث النازية" من أوكرانيا. من الذي سيقوم بهذا الاجتثاث؟ ذاك المعجب بالفاشي إيلين و الحامل لراية ورموز الإمبراطورية القيصرية المسماة من قبل لينين "سجن الشعوب"؟ أمن المعقول ألا يعلم الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية بهذا الموقف المنافق.

4. السكوت عن عداء الدولة للشيوعية

يُسجِّل الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية إلى العداء للشيوعية البادر عن "السلطات الفاشية" الأوكرانية كما يوصِّفها، لكنه لم ينتبه إلى العداء للشيوعية الصادر عن أكثر الشفاه الروسية رسمية، عن شفاه الرئيس بوتين، و ذلك في خطابه الذي سبق الحرب. يجب أن نُذكِّر أن بوتين استخدم في خطابه كل تلك النعوت المُقرفة التي يستخدمها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفيتي، مثل: "الدكتاتورية الستالينية"، "النظام الشمولي"، "الإرهاب الأحمر" وما شاكلها.

هذا و من الموصوف عدم إبداء أي رد فعل من الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي على هذه الهجمة غير المقبولة للكرملين ضد الشيوعية والتي تشكِّل قاعدة مشتركة للعداء الشيوعية المتمظهر من جانب جميع قوى الإمبريالية. و هو حتى لم يرد على الاتهامات غير المقبولة من جانب الرئيس الروسي بأن لينين والبلاشفة هم المسؤولون عن تفكيك الاتحاد السوفييتي و ليس تلك القوى الاجتماعية والسياسية للثورة المضادة التي شارك بها بوتين ذاته، متواجداً حينها بجانب رئيس بلدية لينينغراد، أناتولي سوبتشاك، "اليد اليمنى" لبوريس يلتسين، الذي قاد مع ميخائيل غورباتشوف الهجمة المناهضة للشيوعية و للسوفييت في مواجهة تلك القوى التي كافحت حينها من أجل إنقاذ اﻹتحاد السوفييتي.

عن تزوير مواقف الحزب الشيوعي اليوناني حول الحرب

ضمن هذه الظروف، حاول الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي تضليل الشعب الروسي بشأن مواقف الحزب الشيوعي اليوناني من التطورات في أوكرانيا. حيث أخفى الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي أن الحزب الشيوعي اليوناني أدان منذ اللحظة الأولى الغزو الروسي لأوكرانيا، وأن الحزب نظم تحركاً من السفارة الروسية في أثينا إلى السفارة الأمريكية، و أن الحزب اصطفَّ ضد طرفي الصدام الإمبريالي، و دعا الشعب إلى عدم الاختيار. "أحد اللصوص" و أن الحزب يقوم بتحركات ضد تعاظم "نار" الحرب الإمبريالية مع التورط المستمر والأعمق لليونان، ونقل الأسلحة الفتاكة عبر أراضيها إلى منطقة الصدام.

و على العكس من ذلك، سعى الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي إلى استغلال التحركات الجماهيرية للحزب الشيوعي اليوناني من أجل زيادة التلاعب بالشعب الروسي، الذي يشارك به أيضاً كحزب. و على هذا النحو، قام غينادي زيوغانوف على وسائل التواصل الاجتماعي، بإعادة نشر صور من تحرك الحزب الشيوعي اليوناني، و ترجمتها على أنها دعم لما يسمى بـ "العالم الروسي".

بالإضافة إلى ذلك، في رسالة التضامن التي أرسلها الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي ضد اعتقال كوادر للحزب الشيوعي اليوناني وقمع المظاهرة في ثِسالونيكي، جرت محاولة لإعادة إنتاج موقف الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي القائلة"حرب الناتو الشاملة ضد روسيا". و هو موقف يسعى لتبرير الغزو الروسي لأوكرانيا. و كانت هذه الرسالة قد "استضيفت" من قبل إحدى الصحف البرجوازية في بلادنا، والتي حاولت اتهام الحزب الشيوعي اليوناني بازدواجية لسانه و بدعمه المزعوم لروسيا الرأسمالية.

ومع ذلك، فإن إقامة التحركات الشعبية في بلدنا خارج القواعد والمعسكرات والموانئ ومحطات السكك الحديدية التي تمر عبرها القوات الأمريكية و اﻷطلسية تتعلق بواقعة كون بلادنا سلفاً جزءاً من أحد جانبي الصدام، أي الجانب الأمريكي - الأطلسي. و بالتالي، فإننا نطالب بفكاك اليونان من الحرب و من المخططات الإجرامية الأوروأطلسية التي تجعل من شعبنا هدفاً.و هذا ما لا يمكن "ترجمته" من قبل أي كان على أنه دعم لروسيا الرأسمالية، التي ندينها أيضاً، على النقيض من الحزب الشيوعي للإتحاد الروسي وبعض اﻷحزاب الشيوعية الأخرى، التي توفر تغطية أيديولوجية وسياسية لمخططات الطبقة البرجوازية الروسية.


يصطف الحزب الشيوعي اليوناني مع الأحزاب الشيوعية اﻠ40 الأخرى و اﻠ30 من منظمات الشباب الشيوعي من جميع أنحاء العالم، والتي:


  • أدانت الحرب الإمبريالية و أبرزت أن "التطورات في أوكرانيا التي تجري فوق أرضية الرأسمالية الاحتكارية، هي مرتبطة بخطط الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و بتدخلها في المنطقة في سياق المزاحمة الشرسة لهذه القوى مع روسيا الرأسمالية".

  • و أعربت عن تضامنها "مع شيوعيي وشعبي روسيا وأوكرانيا"داعية أياهما إلى "تعزيز الجبهة ضد النزعة القومية التي ترعاها كلا الطبقتان البرجوازيتان. ما من مصلحة موجودة لدى شعبي البلدين، الذين عاشا بسلام و حققا المعجزات معاً في إطار الاتحاد السوفييتي- ولكن أيضاً لجميع الشعوب الأخرى- في الاصطفاف إلى جانب هذا الإمبريالي أم سواه، أو هذا التحالف أم سواه، الذي يخدم مصالح الاحتكارات".

  • مؤكِّدة على: أن "مصلحة الطبقة العاملة والشرائح الشعبية تفرض تعزيز المعيار الطبقي في تحليل التطورات، وأن نرسم طريقنا المستقل ضد الاحتكارات و الطبقات البرجوازية، من أجل إسقاط الرأسمالية وتعزيز الصراع الطبقي، ضد الحرب الإمبريالية، من أجل الاشتراكية، التي تبقى راهنية و ضرورية أكثر من أي وقت مضى".

 

 

* نُشر المقال في صحيفة ريزوسباستيس الناطقة باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني في 23 نيسان\أبريل 2022.


 

__________________________________________________________________________________________________________________________________________________