في سياق كلمة الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس، أمام البرلمان يوم 18\1\2024 حول شؤون التعليم، تطرَّق بإيجاز إلى مشروع القانون الذي تعتزم حكومة حزب الجمهورية الجديدة اقتراحه بشأن زواج  المثليين.

حيث قال بالتحديد: "لذا، فإن من المبالغ به هو أن تظهروا كمدافعين عن الحقوق، نظراً لأنكم ستقدمون مشروع قانون للزواج المدني للمثليين. و بالطبع، فإننا هنا عندما نتحدث عن الزواج المدني المثليين، لا نتحدث عن الاعتراف بشكل من أشكال المعاشرة أو عن بعض تنظيم العلاقات بين المتعايشين، إننا نتحدث بشكل أساسي عن تبنِّي اﻷولاد و عن رعايتهم المشتركة من جانب الوالدين، وهما ليسا بمفهومين منفصلين.

بل على العكس: إن زواج المثليين يعني إلغاء الأبوة والأمومة. و يقود بدقة حسابية إلى مفاهيم ولي أمر رقم 1 و 2 و 3 و زِد على ذلك.  يقود إلى الاستغلال التجاري المتطرِّف لجسد المرأة من خلال الأم البديلة. هذا ما يعنيه عملياً الزواج المدني للأزواج المثليين. هكذا كان الأمر و سيبقى كذلك مهما حاول البعض تجزئته لأسباب سهلة الفهم.

أنتم إذن تقولون بأنكم تقومون بخطوة كبيرة في مجال حقوق الإنسان. حتى أنكم تتذرعون بحقوق الأطفال الذين نشأوا على يد أزواج مثليين. إذا ما كنتم تريدون حقاً تعديل أو تحسين بعض الترتيبات الحالية المتعلقة بعلاقة طفل ما مع شريك\ة والده البيولوجي أو شريك\ة والده بالتبني، بمعزل عن التوجه الجنسي، فيمكنكم القيام بذلك. و أن تغطوا بعض القضايا اليومية في صالح حماية الأطفال.

 تقولون أنكم سوف تحضرون مشروع القانون، لأن "ذلك ما هو سارٍ أيضاً في بلدان أوروبية أخرى". لن أتوسع اليوم بهذا الشأن، لكن ما ينطبق في بلدان أوروبية أخرى هو على وجه التحديد، شطبُ مصطلحي الأمومة - الأبوة الراسخ على أساس التكامل البيولوجي للمرأة - الرجل في عملية الإنجاب واستبدال هذين المفهومين بمفاهيم، ولي اﻷمر 1 و 2 و زِد على على ذلك وما شاكلها  بقدر ما تريدون.

إنه الاستغلال التجاري الأبعد للأمومة البديلة و الذي تطور إلى عمل تجاري يُدر أرباحاً بمليارات الدولارات، إن ذلك هو كل شيء عدا التقدُّم. ظلاميةٌ و بربرية معاصرة، و استغلال فجٌّ.

إن مسؤوليتكم هي أكبر لأنكم منحتم فرصةً لإبراز وجهات نظر ظلامية من قبل مختلف الدوائر الرجعية لليمينيين المتطرفين، حول رابطة الأسرة و هي التي تعامل المرأة فقط باعتبارها آلة لإنجاب الأطفال. ولكن أيضاً لإبراز مختلف وجهات النظر المنافية للعلم و العقل  حول " البناء الاجتماعي للجنس" والتي تصل إلى حد التشكيك حتى في الواقع الاجتماعي الموضوعي و تقود حتى إلى الاتجار بالأطفال، و إنجاب أطفال حسب الطلب، و الذي في الممارسة هو تحسين للنسل، على غرار ما صرح و لمَّح له رئيس حزب سيريزا.

هذا في ما يخص الوقت الراهن. لأننا سنرى أيضاً الصياغة المحددة لمشروع قانون حزب الجمهورية الجديدة، حين قدومه وسنتحدث عنه مرة أخرى بمزيد من التفصيل. حتى لا يقول لي رئيس الجلسة بأني خرجت عن الموضوع، لكن كل هذه الأمور تتعلق بالشباب اليوناني و بالعامل اليوناني و العاملة اليونانية المتواجدين أيضاً في هذه الساعة خارجاً في شوارع النضال».

19.01.2024