روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

إن إسقاط النظام الرأسمالي العَفِن والصراع من أجل الاشتراكية، هما ضرورة عصرنا*

إن التغيير الثوري العظيم الذي نناضل من أجله، يتطلب منا الآن أن نكون طليعيين في تنوير شعبنا وتنظيم صراعه، ليخرج من ظلمات التضليل والبؤس والقدرية. لكي يتشبع بروح العصيان والمقاومة، والإيمان بقوته وألا يُبدي أي ثقة بحكومة حزب الجمهورية الجديدة و باقي أحزاب النظام.

هذا هو سبب أهمية نشاط الآلاف من أعضاء وأصدقاء الشبيبة الشيوعية اليونانية و استحقاقه لثناءٍ كبير، و هم الذين يقومون إلى جانب الحزب باعتراضِ قوافل الناتو الحربية، و لا يبخلون بالجهود وينزلون إلى شوارع النضال من أجل حق شعب فلسطين، و يخوضون معركة ترويج و تداول صحيفة "ريزوسباستيس" و مجلة "أوذيغيتيس"، و لا يدعون جريمة تِمبي وأسبابها الفعلية تُنسى، و هم الذين يكافحون من أجل خدمات صحة و تعليم مجانية حصرية، و يقفون إلى جانب العمال الذين يحرسون إضرابهم خارج المصانع و بوابات السفن، هم الذين لا يطأطؤون رؤوسهم أثناء خدمتهم في الجيش و يتموضعون ضد الحروب الإمبريالية التي تشارك بها بلادنا، و يخوضون المعركة ضد المخدرات و سائر ضروب الإدمان، و يناضلون ضد مشاركة اليونان في الخطط والحروب الإمبريالية للولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، هم الذين يكافحون من أجل إغلاق قواعد الولايات المتحدة وحلف الناتو في بلادنا، والتي تجعل من بلدنا هدفاً لضربات انتقامية و مرتكباً بحق الشعوب الأخرى، و هم الذين ينجزون العديد من الأشياء العظيمة الأخرى التي تقوم بها الشبيبة الشيوعية اليونانية اليوم إلى جانب الحزب الشيوعي اليوناني.

إن هذا النظام الرأسمالي هو ما يلدُ الحروب والفقر والبؤس للشعوب، في وقت تستخرج حفنة من "ديناصورات" الاحتكارات أرباحاً بالمليارات! حيث مماثلةٌ هي الحروب التي تُخاضُ منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، وكذلك في الشرق الأوسط، أو في السودان وليبيا وكشمير وأماكن أخرى، وكذلك تلك التي "تفقس" الآن في المحيط الهادئ أو القطب الشمالي وفي العديد من بقاع كوكبنا. و هي التي تُدارُ من قبل قلة لخدمة مصالح  قلة ضئيلة، لخدمة الرأسماليين! يدفع الكثيرون ثمنها بدمائهم، بتدمير البنية التحتية، وبالتهجير واللجوء، والغلاء، و ما شاكله.

إننا نشهد خلال العقود الأخيرة تحولاً هائلاً في تناسبِ القوى الاقتصادي والسياسي والعسكري. حيث يتمثَّلُ أحد العناصر الأساسية للاصطراع على المستوى الدولي في التشكيك في صدارة الولايات المتحدة الأمريكية وكتلة قوى الناتو والاتحاد الأوروبي في النظام الإمبريالي الدولي. و يبرزُ في مقابل التحالف الأوروأطلسي، التحالف الأوراسي المتواجد قيد التشكل، بقوى رئيسية هي الصين، التي تطالبُ بموقع الصدارة من الولايات المتحدة في النظام الرأسمالي العالمي، وروسيا، التي لا تزال ثاني أعتى قوة عسكرية.

و على الرغم من ذلك، كيف وصلنا إلى هنا؟ أي أن الصين، التي لم تكن قبل 25 عاماً تُمثل ثُلث الاقتصاد الأمريكي، تتصارعُ اليوم مع الولايات المتحدة، على سبيل المثال، حول أيهما سيكون أكبر اقتصاد في العالم؟ و حول من المليارديرات سيكون أقوى و أكثر عدداً: الأمريكيون أم الصينيون؟

يحدثُ هذا لأن النظام الرأسمالي يتطور بنحو غير متكافئ، حيث يقودُ هذا التطور غير المتكافئ للرأسمالية إلى تحولات في النظام الإمبريالي العالمي، و كذلك إلى عن تفاقم التناقضات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. و تقودُ اﻷخيرةُ بدورها - إن لم يُوجد أسلوبٌ لتسويتها بالوسائل السياسية - إلى الحرب التي هي استمرار للسياسة بوسائل عنيفة أخرى.

إننا نرى وصول منسوب الاستعدادات الحربية "الخط اﻷحمر"! مع زيادة الإنفاق العسكري سواءاً في البلدان أعضاء الناتو والاتحاد الأوروبي، كما و بنحو أشمل في كوكبنا. إننا لسنا بصدد موارد مالية تُحرم عن تغطية حاجات الشعب في مجال الصحة والتعليم و سواها من الحاجات الاجتماعية. إن هذا الانتقال يجلبُ معه أيضاً تدابير جديدة مناهضة للعمال، كما نرى من السعي إلى اعتماد يوم عمل مدته 13 ساعة في اليونان و بلدان أخرى للاتحاد الأوروبي. و هو الذي ليس بعيداً عن نموذج "996" الصيني، أي العمل من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءاً، ستة أيام في الأسبوع، والذي يطبقه أصحاب العمل الكبار هناك بنحو غير رسمي، منتهكين بذلك أي تشريع عمل رسمي قائم.

إن عالم اليوم، المشتعل والممزق بالأزمات والمآزق، يمنحُ أدلة أكثر بكثير على ما أكده الحزب الشيوعي اليوناني على مر الزمن. و هو أن تنظيم الاقتصاد بهدف تعظيم أرباح الرأسماليين لا يُنتج سوى الحروب والجرائم والاستغلال والظلم. حيث من الطوباوية الاعتقاد بإمكانية تصحيح هذا النظام.

إن إسقاط هذا النظام العَفِن والصراع من أجل الاشتراكية، ومقترح الحزب الشيوعي اليوناني للخروج منه، هي ضرورة عصرنا، و هي واقعية في المقامِ الأول لأنها في مصلحة الشعب و تَخدم العمال.

يضطلعُ الحزب الشيوعي اليوناني بهذه المسؤولية، و يمضي بها حتى النهاية. حتى الإطاحة الثورية بنظام الاستغلال الرأسمالي، نظامِ الظلم والحروب.

لإقامة سلطة وحكم عمالي شعبي فعلي، يقودُ عملية بناء مجتمع جديد في اليونان، خالٍ من استغلال الإنسان للإنسان، الاشتراكية الشيوعية.

إن هذا المجتمع، يستحق أن نكافح مع بذل كل التضحيات، وبكل ما أوتينا من قوى!

سنواصل على هذا الطريق بحزم أكبر!

* مقتطفات من كلمة إليسيوس فاغيناس، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني ومسؤول قسم علاقاتها الأممية، التي ألقاها ضمن تظاهرة لمخيم الشبيبة الشيوعية اليونانية اﻠ34 المناهض للإمبريالية حول موضوع: "مع الشعوب حتى الحرية، ضد نظام الظلم والحروب".

10/7/2025